النساء في الإستدامة الديمقراطية

تعكس هذه المبادرة تأكيد ديموس تونس (منتدى الاستدامة الديمقراطية) على ضرورة توسيع وتعميق الحضور السياسي والمدني لكامل المجتمع في تونس والوطن العربي الأوسع. يعتبر مشاركة النساء في الحياة العامة مؤشرًا هامًا على الإدماج والمساواة المدنية والسياسية، وهو أمر ضروري لاستدامة الديمقراطية. تتطلب استدامة الديمقراطية القدرة على إعادة إنتاج القيم والتوجهات والممارسات التي تدعم ادماج النساء، إلى جانب معايير أخرى. ومع ذلك، فإن كل من “نسوية الدولة” ونشاط النساء من الأسفل في البيئات الاستبدادية يشير إلى أن تمثيل النساء في المؤسسات الحكومية الرسمية لا يروي القصة الكاملة لمشاركتهن في الحياة العامة. يبقى فهم وتقييم وتشجيع وعي النساء المتنوع ومشاركتهن في الحياة المدنية والعامة أمرًا ضروريًا في تونس والوطن العربي.

يهدف برنامج النساء في الاستدامة الديمقراطية من خلال التوثيق والتحليل إلى بناء مخزون معرفي من التجارب النسائية في الحياة المدنية والعامة. ومع أخذ السياقات المختلفة بعين الاعتبار تصبح الروايات والسرديات المجمعّة من الواقع المعاش للنساء قابلة للتحليل والتحليل المقارن من قبل الباحثين والأكاديميين ، والمناصرات لحقوق المرأة، ونشطاء المجتمع المدني، والمتخصصين في التنمية، وصناع السياسات المعنيين داخل وخارج المنطقة العربية.

لذلك، يتم التركيز على المعرفة المحلية والسياقية حول النساء في المجالات المدنية والسياسية، مع تسليط الضوء على العوامل التاريخية والثقافية-الدينية والاجتماعية-الاقتصادية المتعلقة بتونس وغيرها من البيئات العربية. سيفصّل البرنامج مسارات ومشاركة النساء المدنية والسياسية وتموضعهن، خاصة منذ الثورات والانتفاضات في عام 2011، مع التركيز على التقدمات والتراجعات. وينطلق البرنامج من الاهتمام بتعزيز المشاركة والقيادة الفعّالة للنساء في الحياة العامة.

من خلال الويبينارات، والندوات، وورش العمل، والتدريب، وسرد القصص، والتقارير البحثية، والأوراق السياسية، سيعرض برنامج النساء في الاستدامة الديمقراطية تجارب النساء مع الديمقراطية ويحلّلها. ويقترح أيضًا سبلًا واستراتيجيات لتحسين هذه التجارب كمًيا ونوعًيا.

بالتالي، يسعى البرنامج إلى:

· تحديد التحديات المختلفة التي تواجه مشاركة النساء في الحياة المدنية والعامة؛

· فهم كيفية ارتباط نشاط المرأة ومشاركتها السياسية بتحديات أخرى ذات صلة باستدامة الديمقراطية، مثل التفاوتات المناطقية، وغياب التنمية، والعدالة الاجتماعية والانتقالية، والتعليم، والصراعات، إلخ؛

· مقارنة تجارب النساء التونسية والعربية فيما يتعلق بمشاركتهن وقيادتهن في المساحات السياسية الرسمية وغير الرسمية؛

· عرض نشاط وجهود النساء من أجل المساواة والعدالة بين الجنسين ومن أجل الديمقراطية داخل المنطقة العربية وخارجها؛

· تقييم احتياجات النساء ومطالبهن ومساهماتهن السياسية بشكل مقارن في بيئات الاستبداد و/أو الصراع؛

· التفاعل النقدي مع الخطابات والبرامج الدولية المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وأجندة النساء والسلام والأمن، إلخ؛

· النظر في التجارب الأكاديمية والعملية/السياسية والإمكانيات للتحالفات والعمل المشترك عبر المناطق بين نشطاء المجتمع المدني، والأكاديميين، وصناع القرار لتعزيز المشاركة والقيادة المدنية والسياسية الفعلية للنساء.